الخضر الصليبية: كنوز خارقة على مائدتك، ودرع قوي لحماية جسمك

الخضر الصليبية: كنوز خارقة على مائدتك، ودرع قوي لحماية جسمك

إن الخضر الصليبية هي فصيلة من فصائل الخضر المعروفة عند الإنسان، وتندرج تحتها أنواع متعددة من الخضر القرنبية، فبالإضافة إلى كونها غذاء للإنسان، فإن لها أيضا فوائد عديدة وخارقة على صحته. ما هي أنواعها وما هي فوائدها؟ 

أنواع الخضر الصليبية وفوائدها

تندرج تحت هذه الفصيلة عدة أنواع من الخضر الصليبية، ورغم أهمية هذا النوع من الخضار على صحة الإنسان، إلا أن الإقبال عليه قليل جدا مقارنة مع باقي فصائل الخضروات  الأخرى. وفيما يلي عرض لأسمائها وفوائدها: 

الكرنب

ويسمى أيضا الملفوف، وينقسم إلى نوعين: ملفوف بنفسجي وملفوف أبيض أو أخضر.

الملفوف البنفسجي 

والإختلاف بينهما يتجلى في أن البنفسجي يحتوي مقارنة بالأخضر على 10 أضعاف من فيتامين A، كما أنه يحتوي بشكل كبير على فيتامين C، وعلى نسبة مضاعفة من الحديد مقارنة مع الملفوف الأخضر.  ومن بين مكوناته أيضا مادة مغذية وملونة تسمى الأنثوسيانين والتي تساعد جسم الإنسان على مكافحة السرطان والإلتهابات والتقليل من الجذور الحرة.

الملفوف الأخضر(الأبيض) 

أما الملفوف الأخضر فيحتوي على العديد من المغذيات النباتية كالكبريت، ويشترك مع الكرنب البنفسجي في مادة البوليفينولات والفلافونويد، بالإضافة إلى اشتراكهما في مادة DIM وهي مركب موجود في الكثير من الخضر الصليبية، وتفيد هذه المادة في موازنة هيمنة الإستروجين في الجسم. كما أنه يحتوي على عدة مركبات تساعد في تهدئة وعلاج القناة الهضمية. 

خلاصة القول إن كلا النوعين مفيدين ولهما نفس الخصائص، إلا أن النوع البنفسجي يحوي بعض العناصر الغذائية أكثر بقليل من النوع الأخضر. 

القرنبيط

وهو أيضا من الخضر الصليبية المنتشرة في العالم، فبالرغم من أن بدايته كانت في جزيرة قبرص، إلا أنه استطاع بفضل فوائده ولذته الدخول إلى بيوت العالم والتربع على عرش موائدها. إذا ما هي فوائده؟

إن أول فوائد زهرة القرنبيط هو الحماية من السرطان، نظرا لاحتوائه على مضادات الأكسدة والتي من بينها مادة السلفورافان، هذه المادة تقلل من الجذور الحرة التي تعتبر من أحد مسببات السرطان. ويحتوي القرنبيط أيضا على الألياف التي تساعد في الحماية من الإمساك. كما أنه قليل السعرات الحرارية حيث أنه يساهم في مد الجسم ب 25 سعرة حراري فقط، حتى لو أكل الشخص منه حتى شبع، وهذه النقطة تجعله مفيدا جدا في اعتماده في الحميات الغذائية

وزهرة القرنبيط جيدة جدا في بناء صحة العظام وحمايتها من الهشاشة، لأنها تحتوي على الكالسيوم وفيتامين k في نفس الوقت، حيث أن هذا الفيتامين يساعد على امتصاص الكالسيوم والإحتفاظ به في العظام، نظرا لعدم إخراجه مع البول. ويعتبر القرنبيط أيضا من أهم مصادر فيتامين C، حيث يمد الشخص ب 75% من احتياجاته اليومية من فيتامين C.

زهره القرنبيط مفيدة جدا للنساء حيث أن تناول كوب منها يمد المرأة ب 11% من احتياجها من مادة الكولين، أما الرجال فإنه يمدهم 8% من هذه المادة. ومادة الكولين مفيدة جدا في تقوية الذاكرة والتركيز والحماية من الزهايمر، وتحسين جودة النوم.  

وبما أن القرنبيط مصنف ضمن الخضر الصليبية، فإنه مفيد جدا لمرضى فرط نشاط الغدة الدرقية لأنه يقلل من تصنيع هرمونات الغدة الدرقية. 

تحذير: يعتبر القرنبيط طعام غير مفضل لمرضى خمول الغدة الدرقية، لأنه كما قلنا بأن الخضر الصليبية تقلل من تصنيع هرمونات الغدة. كما يجب لمرضى القولون عدم أكل القرنبيط لأنه من أكثر مسببات الغازات والإنتفاخات. كما يجب لمن يتناولون أدوية السيولة عدم الإكثار منه. 

البروكولي

إنه الكنز الاخضر،  فرغم فوائده العظيمه، إلا أن سعره المرتفع شيئا ما في أغلب بلدان العالم تجعل الناس يتفادون شراءه، وخصوصا في الدول الإفريقية والتي أنتمي إليها، وربما حتى ثقافة أكله غير شائعة في هذه المناطق. إذا ما هي فوائد البروكلي؟ 

إن الدور الأكبر للبروكولي على جسم الإنسان هو مساعدته في التخلص من من الأكسدة والإلتهابات، وإذا كان الجسم نظيف من الأكسدة فإنه سوف يكون في صحة جيدة وبعيدا عن الأمراض. بالإضافة إلى هذا فإن البروكلي من الخضر الصليبية المدرة للبول، مما يعزز تصفية الكلى من النفايات الموجودة في الجسم. أما بالنسبة للجهاز الهضمي فإن تناول سيقان البروكلي يخفف من مشاكل الإمساك  لأنها غنية بشكل كبير بالألياف. 

هذا الكنز الأخضر غني جدا بالبوتاسيوم بتركيز عالي بالإضافة إلى فيتامين B، وإذا اجتمع هذين العنصرين البوتاسيوم وفيتامين B، فإنهما يساعدان في القضاء على التشنجات في الجسم، وهذا ما يجعله مفيد جدا للرياضيين. ويلعب البروكلي دورا مهما في تقليل نسبة الكولسترول، حيث أنه يقضي على التهابات في الأوردة الدموية، مما يعزز  حماية الشخص من تصلب الشرايين والمحافظة على مستوى جيد للضغط. 

ويَشترك البروكولي مع الخضر الصليبية الأخرى في كونه غني بمادة سلفورافان، وهذه المادة أُجريت عليها أبحاث أكدت أنها تساهم في تقليل الخلايا السرطانية وخصوصا سرطان البروستاتا وسرطان الثدي.

إنما يجعل البروكلي مفيد جدا لمرضى السكري هو أن المؤشر الجلايسيمي هو ما بين 13 و 18 لكل 100 غ، والسعرات الحرارية فيه قليلة جدا 34 سعره حرارية في 100 غ، أما الماء فيشكل 90%، والبروتين 3 جرام في المائة، والكربوهيدرات 6 جرام في 100 جرام. هذه النسب تجعل البروكلي ممتاز جدا لمرضى السكري وأيضا مرضى الضغط كما أنه مفيد في إدراجه في الحميات المخصصة لإنقاص الوزن. 

طرق تناول الخضر الصليبية 

سأقترح ثلاث طرق لتناول هذه الخضر الصليبية، وهذه الطرق ستكون صحية ولا تفقدها فوائدها. 

السلطة 

بهذه الطريقة يمكننا تناول الخضر الصليبية نَيَّة، فنأخذ كوب من القرنبيط المبروش، وكوب من الكرنب البنفسجي و الأخضر، كوب من البندورة، ملعقتين بقدونس مفروم، حبتين فجل مقطع إلى قطع صغيرة، حبة بصل صغيرة مفروم، وكوب من الخس مقطع. بعد ذلك نضع نصف فنجان زيت زيتون عصير الحامض حسب الذوق، ثم نضيف الملح، و القليل من الكمون و الفلفل الأسود. 

تخلط المكونات جيدا، ويحبذ أكل هذه السلطة قبل الأكل وخصوصا لمن يريد إنقاص الوزن، فإنها تعزز الشعور بالشبع. 

طريقة أكلها مطبوخة

تقطع الخضر الصليبية وخصوصا القرنبيط أو البروكولي الي قطع صغيرة ونضعها تُطهى على البخار لمدة لا تتجاوز 10 دقائق، وعندها يمكن عملها كشوربة وذلك بإضافة الكريمة أو الحلي،  و نتركها تغلي على النار لمدة خمس دقائق و تطحن وبعدها تُضاف الملح والبهارات حسب الإختيار. 

أما الطريقة الثانية هي أن نضع القليل من الزبدة الحيوانية أو زيت الزيتون في مقلاة على النار وخمس فصوص ثوم مفرومة، ونتركها حتى تذوب الزبدة ثم نضيف الخضر الصليبية التي تم طهيها على البخار، وقليل من الملح و الكامون الفلفل الأسود، وعصير الحامض. نترك الجميع على النار مع التحريك المستمر لمدة مابين 5 إلى 8 دقائق. وتؤكل بالهناء والشفاء. 

ملاحظة

إن مادة السلفورافان التي تتواجد في كل الخضر الصليبية عموما وبالبروكولي بالخصو،  إذا تعرضت إلى الطهي أو السلق فإنها تتكسر وتصبح عديمة الفائدة، ولكن تناول البروكلي نيء قد يؤدي إلى تعب القولون عند بعض الناس، لهذا يفضل طبخ البروكلي على طريقة البخار لفترة قصيرة وبهذه الطريقة يمكننا الحفاظ على كل المغذيات الموجودة فيه. 

خلاصة

لقد أجريت عدة تجارب ربطت ما بين الشعوب التي تتناول الخضر الصليبية بشكل كبير وما بين قلة ظهور السرطانات في هذه الشعوب، لهذا يجب أن تكون هذه الخضر على موائدنا ولو مرتين في الأسبوع ولكن لا ننسى أن نتناولها بطريقة صحيحة وصحية. 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال