الحمية الغذائية هي عبارة عن ريجيم يطبقه الإنسان في نظامه الغذائي بدافع من مرض ما أو زيادة في الوزن. والحميات الغذائية أنواع متعددة، ولكن في هذا المقال سوف أتطرق إلى نو عين معروفين، ألا وهما حمية الكيتو وحمية البحر الأبيض المتوسط. ماهي فوائدهما؟ ماهي سلبياتهما؟ وكيف يمكننا تطبيقهما بنجاح؟
الحمية الغذائية الكيتو: فوائدها، سلبياتها وكيفية تطبيقها
إن الحمية الغذائية الكيتو، من الريجمات المنتشرة عبر العالم، و هي نظام غذائي يعتمد على الدهون بشكل كبير وخفض الكربوهيدرات أو منعها بشكل نهائي، فتدفع بالجسم للحصول على الطاقة من خلال حرق الدهون عوض الكربوهيدرات.كيف يمكننا تطبيق هذه الحمية الغذائية بشكل صحيح؟
طريقة تطبيق حمية الكيتو
كما قلنا سابقا إن رجيم الكيتو هو حمية غذائية صحية تعتمد على الدهون بشكل أساسي. فعند تناول الدهون بكميات كبيرة وإيقاف النشويات فإن الجسم يتحول إلى محرقة دهون، وهي من الأشياء التي تساعد في إنزال الوزن بشكل سريع.
فهذه الحمية الغذائية الصحية قلنا إنها تعتمد على الدهون كمصدر أساسي للطاقه، ذلك لأن هذه الدهون تمثل 70% من الطاقة اللازمة لتشغيل الجسم، أما ما تبقى منها ينقسم على البروتينات والنشويات حيث أن البروتينات تمثل من 15% الى 20% من السعرات اللازمه للجسم، بينما تمثل النشويات من 5% الى 10% من السعرات اللازمة للجسم.
إن ما يجب معرفته عند الإلتزام بريجيم الكيتو، أنه لا يجب الإعتماد على تقليل كمية الأيام في الأكل، ولكنه يعتمد على تقليل عدد الوجبات مع الحفاظ على جودة الأكل. فإذا كنا قبل الرجيم نتناول ثلاث مرات في اليوم، فيجب أثناء تطبيق الحمية الغذائية الكيتو أن نعتمد وجبتين فقط في اليوم. ولكن من الضروري تناول كل السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم والتي توجد في الدهون الصحية كزيت الزيتون وزيت جوز الهند، ثم الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة، والبروتينات كاللحم بجميع أنواعه والبيض والمكسرات. ثم 5% من الكربوهيدرات التي يمكن أخذها من الخضروات كالخيار والخس والجرجير، وبعض الفواكه كالأفوكا. كما يمكننا شرب قهوة أو شاي بدون سكر.
إذا أحسسنا بالجوع بين الوجبات يمكننا أكل صحن سلطة أو حفنة مكسرات، ولا ننسى شرب الماء كثيرا بنسبه 4 لتر في اليوم و أن نبتعد عن تناول العصائر حتى لو كانت طبيعية لأنه يُستحب أكل الفاكهة الطازجة.
فوائد ريجيم الكيتو
أن من أول اهم فوائد الحميةالغذائية الكيتو، أنها تحول الجسم إلى آله لحرق الدهون الزائدة والمتراكمة، مما يساعد على إنزال الوزن وخصوصا لمن يعانون من الوزن العنيد. كما أنها تحسن مستوى السكر في الدم وتحارب مقاومة الأنسولين، بالإضافة إلى تعزيز صحة القلب والشرايين ذلك لأنها تعدل مستوى في الجسم. أما من الناحية العصبية فإن ريجيم الكيتو في الأصل هو علاج لمرض الصرع لأنه يخفف من نوباته. وكما أكدت بعض الأبحاث العلمية أنه يساعد على تثبيط الزهايمر والباركنسون.
سلبيات حمية الكيتو
إن المخاطر التي قد يتعرض لها الجسم أثناء تطبيق رجيم الكيتو تنقسم إلى قسمين، مخاطر مؤقتة وتتجلى في الإحساس بالعياء والتعب الشديد، وخصوصا في الأسبوع الأول الذي قد يصل الوضع فيه إلى الغثيان والدوخة وتقلب المزاج. كما أن الشخص قد يتعرض إلى مشاكل في الجهاز الهضمي كالإمساك أو الإسهال، بالإضافه إلى رائحة الفم الكريهة التي قد يعاني منها معظم من يتبعون هذا الرجيم.
وتتجلى المخاطر الطويلة الأمد لهذه الحمية الغذائية في أنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى نقص حاد في بعض العناصر الغذائية في الجسم، كالألياف والمنغنيسيوم والفيتامينات والصوديوم.
حمية البحر الابيض المتوسط: فوائدها، سلبياتها، وطريقة تطبيقها
الحمية الغذائية المتوسطية، هي رجيم صحي وغذائي حديث مستخلص من طرق العيش التقليدية لعدة دول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، كاليونان وإسبانيا والمغرب، الجزائر،تونس وجنوب إيطاليا.
وهذا الدايت أو الرجيم له قصة قصيرة، تقول أنه في أربعينات في القرن الماضي، كان الرئيس الأمريكي روز فيلد جالسا في شرفة منزله في جورجيا، فجأة سقط مغشيا عليه، فوجدوا ضغط دمه وصل 25/19 ملم زئبق وفي غضون ساعة فارق الحياة، دون معرفة سبب إرتفاع ضغطه. فقاموا بإنشاء معهد القلب الأمريكي، ليكون متخصصا في أمراض القلب. فقام هذا المعهد بإرسال وفود إلى جميع أنحاء العالم لإختيار ريجيم صحي، ولمعرفة ودراسة لماذا شعوب تلك المناطق لا تعاني من أمراض القلب. وفي الأخير توصلوا إلى أن رجيم البحر الأبيض المتوسط هو الأفضل عالميا.
كيفية تطبيق حمية البحر الأبيض المتوسط
يعتمد هذا الرجيم بشكل كبير على نسبة 70% من الخضروات والفواكه بكل أنواعها وخصوصا قليلة السعرات كالتوت والفراولة، كما أنه يعتمد اعتمادا كليا على زيت الزيتون حيث يجب أن يدخل في تحضير جميع الأكلات، كما أن المكسرات تعد هي الأخرى من الوجبات التي يجب إعتمادها في هذا الرجيم وايضا لا ننسى البقوليات بأنواعها. أما الأطعمة التي يجب تناولها باعتدال شديد أي بنسبة ضئيلة هي اللحوم والبيض ومنتجات الألبان.
وفي هذا الرجيم هناك أغذية يجيب الإبتعاد عنها نهائيا، وخصوصا تلك التي تدخل ضمن السموم الغذائية كالسكر الأبيض والزيوت المهدرجة واللحوم المصنعة.
لتطبيق الحمية الغذائية المتوسطية سأعطي مثالا بسيطا حول كيفية تناول الوجبات: ففي وجبة الفطور مثلا نأكل بيضة مقلية في زيت الزيتون مع طبق سلطة وثمرة فاكهة. وفي الغداء نتناول سمك السلمون وخمسة ملاعق أرز سواء أبيض أو أسمر وطبق كبير من السلطة. أما العشاء نأخذ شوفان بالحليب مع القليل من المكسرات، أو القليل من الفاكهة كالتوت او الفراولة. أما إذا أردنا تناول شيء بين الوجبات يفضل أكل ثمرة فاكهة أو كوب من الزبادي مع القليل من المكسرات.
فوائد حمية الأبيض المتوسط
بعد التجارب والتحاليل التي أجريت لهذا الرجيم المتوسطي، تبين أنه لا يفيد في إنزال الوزن وحرق الدهون فقط، وإنما هو دايت علاجي أيضا، حيث أنه يساهم في علاج عدة أمراض مزمنة كأمراض القلب والضغط والسكر والزهايمر وبعض أنواع السرطانات.
سلبيات رجيم البحر الابيض المتوسط
إن من سلبيات الحمية الغذائية المتوسطية هي عدم القدرة على الإلتزام بها على مدىً طويل، وقد تؤدي إلى الزيادة الغير المرغوبة في الوزن إذا لم يلتزم الشخص بتناول الدهون الصحية والتي تتجلى في زيت الزيتون فقط، والإبتعاد عن باقي الدهون الأخرى كالزبدة مثلا. كما أن هذا الرجيم قد يسبب في انخفاض نسبة الكالسيوم والحديد نظرا للتخفيف من أكل الألبان ومشتقاتها واللحوم أيضا.
تنبيه
إن من أراد أن يبدأ رجيما معينا، يجب عليه أن يعرف أولا سبب زيادة وزنه أو مرضه، وهذه الأمور لن يعرفها إلا بزيارة الطبيب. فهذا الأخير هو من سيحدد الأسباب ويحدد نوعية الرجيم الواجب إتباعه.
خلاصة
عند المقارنة ما بين هاتين الحميتين، نستنتج أن جميع الأطعمة الطبيعية صحية وضرورية جدا للجسم، فمثلا رجيم الكيتو يعتمد على أكل البروتينات بشكل كبير وهذا يعني أن البروتينات ضرورية للصحة، كما أن الرجيم المتوسطي يعتمد هو الآخر على الأكل النباتي بشكل كبير وهذا يدل على أن الخضروات والفواكه لها أهمية قصوى في بناء أجسامنا. ولكن كلا الحميتين مثل ما لهما فوائد فإن لهما أيضا سلبيات، وهذه السلبيات قد تكون خطيرة على الصحة في بعض الأحيان، ففي نظري يفضل أن يعتمد الشخص على نظام غذائي صحي وتغذية سليمة خالية من السموم الغذائية، يعني أن يأكل الإنسان ما يشاء، فقط أن يجعل مسافات طويلة بين الوجبات، ويفضل أن يعتمد وجبتين في اليوم فقط. وحتى إذا اضطر الإنسان لتناول الأكلات الجاهزة والمعلبة يجب أن يدقق جيدا في مكوناتها، رغم أنه من الأفضل شراء المواد الأولية وتحضير أكلنا في بيوتنا.