الشخصية العاطفية هي نوع من أنواع الشخصيات الموجودة في علم النفس، هي تلك الشخصية التي تغلب فيها مشاعر القلب على تفكير العقل، او بمعنى اخر القلب هو من يقود العقل، هي تلك الشخصية التي تسير حياتها وعلاقتها مع الاخرين حسب مزاجها. ما هي صفات الشخصية العاطفية؟ وكيف يمكننا التعامل معها؟
صفات الشخصية العاطفية
أن تكون من صنف الشخصية العاطفية هذا لا يعني أنك غبي أو أمر فيه عيب، فرغم أن هذه الشخصية لها صفات سلبية إلا أنها تتميز بشكل كبير بميزات إيجابية وخصوصا لصالح الآخرين. وفيما يلي صفات الشخصية العاطفية:
استخدام القلب دون العقل
إن الشخصية العاطفية تستخدم دائما قلبها في تحديد الأمور في علاقاتها مع الآخر، لأنها تحكم على الأمور من خلال مشاعرها، فمثلا إذا مدحتها وفرِحت بهذا المدح ستعتبرك أحسن شخص عرفته حتى ولو كنت شيطانا، وحتى لو كانت تعلم أن المدح من ورائه شيئا آخر كاستغلالها في أمر ما أو الوصول إلى هدف معين. أما إذا انتقدتها وكان النقد بناءا وفي صالحها، ولكنها انزعجت من هذا النقد، فإنها ستكرهك، والمشكل حتى وإن عرفت أن نقدك في محله وسيصحح لها مسارات عدة في حياتها، فهذا الامر لن يشفع لك عندها، وستظل تبغضك.
مراعاة شعور الاخرين
إن الحرص على مراعاة شعور الآخرين هو الهم الاول للشخصية العاطفية، فهي تسعى جاهدة الى تحقيق هذا الأمر لأنها تحس دائما بالذنب اذا شخص ما مستاء منها حتى لو كان مخطئا في حقها، فإنها لا تعرف للراحة طعما إلا لما تعمل على إرضاء الآخر ولو على حساب نفسها ومشاعرها.
هذه السمة في نظري سمة غير منطقية، نعم إذا أخطأنا فمن واجبنا الإعتذار في حق من أخطانا معه، أما أن نركض وراء الناس لإرضائهم فهذه غاية لا ولن تُدرك، وحسب رأيي الشخصي فإن الشخصية العاطفية هنا تفقد كرامتها بهذا الفعل، لهذا يجب أن تصلح هذا الامر، فقط يجب أن تعرف حدود واجباتها وأيضا حقوقها.
الالتزام المبالغ فيه
إن أصحاب الشخصية العاطفية يحبون الإستقرار والإلتزام، لهذا حينما يقدمون على تنفيذ مهمة ما للآخر فإنهم يريدون منه أن يخبرهم بكل وضوح وبالتفاصيل الدقيقة على ما يريده وكيف يريده، فإذا لم يعرفوا التفاصيل المطلوبة منهم بكل دقة فإنهم لن يقوموا بأي شيء، لأنهم لا يحبون ارتكاب الأخطاء لكونهم يبالغون في الإلتزام في كل اتفاقياتهم.
إعطاء الدفء والحب
الشخصية العاطفية توزع مشاعر الحب وخصوصا لمن تحبهم وتغمرهم بالدفء ومساعدتهم بما لديها من قوة من أجل إسعادهم، لأن سعادتها تكون مرتبطة بسعادة من حولها. لهذا اوصي كل من رزقه رب العالمين بصحبة هذه النوعية من الشخصيات أن يحافظ عليها وايضا الا يحاول استغلالها.
التردد
إن مايجعل الشخصية العاطفية تعاني من حالة التردد في اتخاذ قرارتها هو خوفها من غضب الآخر منها، لأنها لا تحب أن تقوم بأي عمل يرفضه الآخر وخصوصا القريبين منها فإن عرفت أن قرارها سوف يغير حياتها للأحسن ولكن سيزعج الآخرين فإنها تفضل أن تتخلى عنه من أن تكمله.
كيف اتعامل مع الشخصية العاطفية
إن التعامل مع الشخصية العاطفية سهل جدا لأنها شخصية واضحة في تعاملها ومشاعرها فقط يجب التعامل معها بذكاء ووضوح كي لا نخسرها وكي نستطيع التخفيف من نكدها خصوصا وانها تملك الطيبة والوفاء.
تقديم النصيحة
يجب على من يصادق الشخصية الحساسة أو العاطفية أن يكون لها ناصح أمين ولكن بطريقة سلسة، كأن يبدي إعجابه في الأول بمناقبها، ثم يقول لها يا ريت لو وظَّفت هذه الخصائص في أمور ترجع عليها وعلى المجتمع بالنفع، وألا تساهم في تكبير غرور بعض الناس كالأشخاص السامين والنرجيسيين، ويوضح لها أن مساعدتها الغير المحسوبة لمثل هؤلاء الأشخاص قد يؤذيهم أكثر ما ينفعهم، وربما سيصبحون متواكلون ولا يفكرون في الإعتماد على النفس لقضاء أغراضهم.
عدم الضغط عليها في اتخاذ القرارات
إن الشخصية العاطفية كما قلنا سابقا لا تتخذ القرار إلا بعد التأكد من أنه لن يضر أحد، أو بشكل آخر لن ينزعج أحد منها بسبب قرارها هذا، لهذا لا يجب الضغط عليها لأنها ربما ستنزعج منك وربما ستكرهك لأنك عكرت مزاجها بالضغط، او حتى إذا اتخذَت القرار وانزعج منها الآخرون فإنها ستحمِّلك المسؤولية بأنك أنت من دفع بها الى هذا الأمر.
عدم افتعال المشاكل
إن الإبتعاد عن المشاكل عند الشخصية العاطفية لا يعني الضعف، بل يدل على أنها قادرة على الإستمتاع أكثر بالحياة، فهذه الشخصية تعشق السلام لهذا تحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن الصراعات وخصوصا مع الأقرباء والأصدقاء فهي ترى أن الصراع مع المقربون هو أسوء شيء في الحياة وربما ستتوقف عندها الحياة، فتبدأ في داخلها صراعات حامية وأفكار تزيد قلقها.
تقدير واحترام مشاعرها
إن الشخصية العاطفية تعتبر مشاعرها كنز ثمين وذات قيمة كبيرة، لهذا يجب التعامل معها على أننا نفهم مشاعرها وألا نستخف بها، وبهذا سنعمل على جعل هذه الشخصية قريبة منا وتحس بالارتياح تجاهنا.
سلبيات الشخصية العاطفية
أنا في نظري، أن كل صفات الشخصية العاطفية تصب في صالح الآخرين، وخصوصا الشخصيات السلبية كالشخصية النرجسية والسامة لأنهم يعتبرون الشخص العاطفي صيد ثمين وسهل يسهل عليهم استغلال طيبته لصالح غرورهم ومصالحهم الشخصية، فهو في نظرهم ذلك الطبق الشهي الذي يمكنهم الأكل منه دون دفع أي ثمن، كما أنهم يرون أن الشخصيةالعاطفية شخصية دونية ولا يحق لها العيش في مستواهم او احسن منهم.
وفي المقابل فإن الشخصية العاطفية لا تنتبه لهذه الامور ولا تتعلم من تجاربها مع الناس، كما أنها تقدم الآخرين على نفسها سواء كانوا أناس جيدين أو سيئين ولا يستحقون، مشكلتها أنها لا تميز بين الأشخاص.
أما النقطة الأخرى التي أريد أن أشير اليها حول سلبيات الشخصية العاطفية والتي ليست في صالح الآخر، هو استعمالها للإبتزاز العاطفي، فكل ما تقدمه هذه الشخصية من خدمات للآخرين فإنها تحس دائما أنها ضحية، لأنها ترى أنها تعطي أكثر مما تأخذ، وأن كل معروف تقدمه فهو بدون مقابل، وتعيش في نكد دائم، لهذا يجب على من تربطه أية علاقة مع هذه الشخصية أن يستحمل النكد والمنة مقابل عطائها وسخائها.
كما أن الشخصية العاطفية في بعض الأحيان لاتسامح أبدا، وخصوصا عندما تتعرض لحالة التخلي، لأنها تحس أنها فقدت ذاتها أيضا، وخصوصا أنها تكون قد صرفت الكثير من المشاعر الجياشة والصادقة تجاه من تخلى عنها، وعندها ستحس أنها ليست لها القدرة على السماح، وخصوصا أنها تعاملها يكون بالمشاعر.
وأخيرا رغم كل هذه السلبيات المذكورة للشخصية العاطفية، إلا أن مايمكن قوله حولها هو أن طابع الخير يغلب فيها على طابع الشر مثل الشخصية الطيبة.
خلاصة
رغم طيبة الشخصية العاطفية، رغم العمل جاهزه الناس الا انها ترتكب في حق نفسها اخطاء لا تغتفر كما انها في نظري ترتكب اخطاء في حق المجتمع ويتجلى ذلك في اشباع غابات الشخصيه السمه واعطائها الضوء الأخضر في الاستمرار بالعبث بمشاعر الناس.