إن انتشار الأطعمة الضارة في الأسواق، وتلميع صورتها من خلال الإعلانات، بالإضافة إلى سعرها الزهيد، يجعلها تحتل مكانة في حياة الناس كبارا وصغارا، وما يدعو إلى الإستغراب هو ذلك الزهو والإفتخار الذي يحس به من يتناولها، فقط لأنه إشتراها من المحلات الفاخرة، وهو لا يعرف أنه يدمر صحته. فيا ترى ما هي انواع الأطعمة الضارة؟ وما هي بدائلها؟
أنواع الأطعمة الضارة بالصحة مع اقتراح البدائل
إن سبب تسلل الأطعمة الضارة إلى بيوتنا و جهازنا الهضمي بشكل كبير، هو جهلنا بهذه الأغذية، بالإضافة إلى عدم قراءة ملصقات الأكل الذي نشتريه.وفيما يلي سرد لبعض الأطعمة الضارة بالصحة:
السمن النباتي
أولا وقبل كل شيء يجب إخراج هذا النوع من السمن من ثلاجتك. فلقد كان الناس يظنون ويرددون من قبل أربعين سنة أن السمن النباتي جيد وآمن وصحي، وأنه غني بالدهون الغير المشبعة، حيث أنهم كانوا يعتقدون في تلك الحقبة أن الدهون المشبعة مثل الزبدة البلدية والسمن الحيواني غير آمنيْن في النظام الغذائي، ولكن من المؤسف أن هذا الإعتقاد غير صحيح وبعيد عن الحقيقة، فوجود أحماض دهنية غير مشبعة بشكل كبير في السمن النباتي مثل أوميغا 6 يجعله من الأطعمة الضارة التي تشكل خطرا حقيقيا على الصحة.
إن الأشخاص المصابون بانسداد الشرايين التاجية، والذين يمارسون تمارين رياضية كرياضة المشي مثلا، يحسون أحيانا بألم صدري، ولكن بمجرد توقفهم عن مزاولة هذه الرياضة فإن الألم يزول بسرعة، وهذا يسمى ذبحة صدرية مستقرة، ولكن عندما يتناول هؤلاء الأشخاص الكثير من السمن النباتي أو الزبدة النباتية ستصبح الذبحة الصدرية عندهم غير مستقرة، وعندها سيزيد الألم وسيكون مستمرا وهذا الأمر قد يعرضهم إلى نوبة قلبية.
ما أريد توضيحه، هو أن العديد من الناس يعتقدون بأن تناول الزبدة الحيوانية والسمن النباتي بشكل كبير هو الحل لحماية الجسم من الامراض، ولكن هذه الفكرة خاطئة، حيث أن الحل هو تناول هذه الدهون الحيوانية بشكل معتدل. والأفضل من ذلك هو تناول زيت الزيتون سواء كان الشخص مريضا أو طبيعي غير مريض، فنصيحتي هو تناول من 4 الى 5 ملاعق زيت زيتون يوميا مع الطعام كيفما كان نوعه. أضفوا زيت الزيتون لأنه البديل الصحي والآمن.
اللحوم المصنعة والجاهزة
نعم، إن هذا النوع من اللحوم، والتي هي عشق الكثير من الناس ويتناولونها بِنهم، والسبب في ذلك هو طعمها اللذيذ، بدون أن يعرفوا أنها من أكثر الأطعمة الضارة بالصحة.
ويكمن ضرر هذه اللحوم في احتوائها على كمية كبيرة من الجلوتين، هذا الجلوتين الذي يسبب مشاكل صحية كبيرة، بالاضافة إلى أن كثرة تناولها مرتبط بشكل وثيق مع ظهور أمراض القلب والتهاب المفاصل والعديد من أنواع السرطانات. فهذه اللحوم تعتبر من الأطعمة الضارة والخطيرة المسببة لمشاكل صحية، وخاصة عندما يتم تناولها مع عامل آخر خطير والذي يتجلى في الخبز الابيض.
وإذا أردنا أن نتكلم عن البدائل، فسأقول أن اللحوم الطازجة(اللحوم الحمراء_لحم الدجاج) هي البديل خصوصا أنها خالية من الجلوتين، فقط يجب أن تُطبخ في البيت. كما أن السمك وخصوصا سمك السلمون يعتبر من أجود البدائل الصحية للحوم المصنعة، ولكن نظرا لسعره المرتفع فإنه لن يكون في مستطاع الجميع شراؤه، لهذا يمكن استبداله بالسردين الذي يعتبر سمك الفقراء، فقط يجب عدم قليه، ويفضل طهي السمك بجميع أنواعه في الفرن.
العصائر المصنعة
إن المشكل في تناول هذه العصائر، هو أن الكثير من الناس يتحججون في شربها بقولهم أنه مكتوب على القنينة «عصير طبيعي»، ولا يعرفون أنه يدخل ضمن الأطعمة الضارة بالصحة، والسبب في ذلك هو أنها ليست سوى مخازن للسكر مما يجعلها ترفع الأنسولين والسكر في الدم، وتسبب زيادة الوزن ودهون الكبد.
إن تناول هذه العصائر بشكل مستمر، يسبب الخمول وعدم القدرة على مزاولة الأعمال اليومية، بالإضافة إلى أنها قد تكون سببا في إصابة الشخص بالبكتيريا والفيروسات لأنها تُضعف الجهاز المناعي الذي يحمي الجسم.
إن البديل لهذه العصائر هي العصائر الطبيعية المعصورة في المنزل بطريقة صحية،، والأحسن من ذلك هو تناول ثمار الفاكهة الطازجة دون عصرها.
الصلصات المصنعة والمخمرة
وهي تلك التوابل المخمرة مثل صلصة الفلفل الحار، والصلصات التي يكتبون عليها قليلة الدسم أو قليلة الدهون مثل صلصة الخردل، أو التي تحتوي على الطماطم كالكاتشب، فهذا النوع من الصلصات يحتوي بشكل كبير على السكر مما يعطيها طعم حلو ولذيذ مما يجعلها نقطة ضعف الكثيرين.
يجب قبل شراء هذه الصلصات قراءة الملصق لمعرفة مكوناتها، وكم هي كمية السكر المضافة فيها، وأيضا كمية الكربوهيدرات التي تحتوي عليها الصلصة التي نريد شرائها، ولا ننسى محتوى الألياف لأن هذه الصلصات المعلبة لا يوجد فيها الكثير من الألياف وإن وُجدت تكون بكمية قليلة جدا، لأن معظم مكوناتها الأساسية هي السكر والدهون والنكهات والمواد الحافظة وليس المكونات الطبيعية الغنية بالألياف. والمشكلة الكبرى هي أن الناس يستهلكونها بشكل كبير ولا يعرفون أنها من الأطعمة الضارة بالصحة.
إن البديل الصحي لهذه الصلصات المصنعة هي أن يحضرها الإنسان بنفسه في بيته بمواد طبيعية صحية، وحتى إن أكثر من أكلها فإنها مواد صحية وغير ضارة.
كريمات ومبيضات القهوة
إن ما يجعل هذه الكريمات والمبيضات المنكهة من الأطعمة الضارة بالصحة هو احتواؤها على بروتين مضاف وعلى كمية كبيرة من اوميجا 6، مثل الزيوت النباتية الغير الصحية والتي تندرج في خانة السموم الغذائية لأنها من الزيوت المهدرجة كزيت الفول السوداني وزيت عباد الشمس وزيت النخيل والذرة.
ومن الأضرار التي تسببها هذه المبيضات تلف جدار الأمعاء وارتشاحها، لهذا يجب الإبتعاد عن هذه الكريمات والمبيضات حتى لو كُتب عليها خالية من السكر.
ويمكن استبدال هذه الكريمات والمبيضات بالعديد من المحليات التي تحتوي على ستيفيا، أو كريمات ومبيضات جيده تعتمد على mct او مايسمى بالدهون السريعة الهضم، وهي مستخرجة من زيت جوز الهند. ويوجد أيضا خيارٌ آخر جيد وجميل ألا وهو رش قليل من مسحوق القرفة على القهوة المطحونة أو على القهوة بعد التحضير، أما إذا كنت ستشتري كريمة القهوة فمن الأحسن اختيار كريمة أساسها جوز الهند أو كريمة اللوز المقشر أو حليب البندق.
السلطات المعبأة في الأكياس
كلما ذهبنا إلى الأسواق والمولات التجارية، إلا ولاحظنا انتشار أكياس السلطة المتنوعة، فمثلا نرى أكياس الخس المغسول والمقطع وهو في الحقيقة شيء مغري، وإن استعماله في البيت مريح وسهل وشكله النضر والطازج يزيد في اغراء الزبناء.
إن مايجعل هذه السلطات من الأطعمة الضارة بالصحة، هو إحتواؤها على المواد الحافظة بشكل كبير، وهي مواد كيماوية تكون سببا في الخلل الذي يصيب الغدة الدرقية والغدد الصماء. والمشكلة هي أنه في غالب الأوقات لا يُكتب إسم هذه المواد على الملصق، لذلك يجب أن يعرف الجميع أن هذه السلطات ليست طبيعية أو طازجة كما يدَّعون بل هي سلطات عضوية معبأة في أكياس ولهذا لن تذبل وستبقى لمدة طويلة بشكلها الجيد حتى لو إنتهت صلاحيتها.
حاولوا ألا تُدْخلوا هذه السلطات إلى جهازكم الهضمي، لأنها أطعمة مليئة بالسموم الغذائية الضارة بالجسم، والبديل هو تحضير السلطات في البيت، فهناك أدوات وأجهزة تباع في الأسواق ستساعدكم في تقطيع هذه الخضار بشكل سريع ومريح، وتحضير السلطة الصحية التي تريدونها في وقت وجيز.
خلاصة
في خلاصه هذا المقال اود ان اقول لكل من قرأه ابتعدوا عن ما هو صناعي وجهزوا اكلكم في البيت، فقط اشتروا المواد الأولية واستمتعوا بتحضير أكلكم تذوقوه اثناء تحضيره، حتى وإن لم تنجحوا في المرة الأولى كرروا الطبخة مره ثانية وثالثة حتى تحصلون على الطعم الذي تريدونه، فقط ابتعدوا عن المصنعات.أما إذا اضطررتم لشراء أي أكل فأقرؤوا الملصقات جيدا، لتعرفوا مكوناته.