الحبوب الكاملة بأنواعها هي نعمٌ أنعم الله بها علينا لتغذيتنا، وخصوصا اذا كانت طبيعية ولم تتعرض لتغيير جيني او غير مكررة، لأن لها فوائد رائعة على صحة الإنسان وتوفر العديد من الفوائد الصحية.
تعريف الحبوب الكاملة ومميزاتها
تمتلك الحبوب الكاملة مميزات هامة تجعلها مصدرا هاما لعيش الإنسان، فهي المصدر للسعرات الحرارية وعدة عناصر أساسية كالمغنيسيوم، فيتامين D ومركب السيلينيوم. ولهذا تعتبر الحبوب الكاملة المصدر الرئيسي للطاقة لأنها تساعد على العمليات الحيوية، ولهذا يوصي باخذ كمية من هذه الحبوب ليتم الإستفادة من قيمتها. وتقسم الحبوب الى قسمين حبوب مكررة والحبوب الكاملة، ولكن محور موضوعنا اليوم هو الحبوب الكاملة التي تكون محافظة على قشرتها وجميع عناصرها الغذائية، مما يجعلها غنية بالأملاح المعدنية والألياف التي تنفع صحة الإنسان بشكل كبير وتحافظ عليها من خلال ضبط مستوى السكر في الدم كما انها تساهم في تعزيز علاجات اضطرابات الجهاز الهضمي.
أسماء وفوائد الحبوب الكاملة
إن الحبوب الكاملة متعددة ولكن المشكل أن العديد من الناس لا يعرفون فوائد كل واحد منها على حِدى، مما يجعلهم لا يهتمون لتناولها. وفيما يلي سوف اعرض بعض اسماء وفوائد هذه الحبوب الرائعة.
الحنطة السوداء
تعتبر الحنطة السوداء من الحبوب الكاملة التي تمتاز بقيمة غذائية عالية لأنها تحتوي على نسبة عالية من الألياف ومضادات الاكسدة والمعادن المتنوعة، وكل هذا يجعلها غذاء يُنصح به لمحاربة عدة أمراض كالسكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم. تدخل الحنطة السوداء في تركيبة العديد من الأغذية كالشعيرية والطحين، كما يتم استعمالها في بعض الأحيان طعاما للمواشي وبهذا تكون هذه المواشي ذات قيمة غذائية عالية. ومن فوائد الحنطة السوداء أيضا أنها تعزز صحة الجهاز الهضمي لأنها تساهم في تسهيل انتقال الطعام في القناة الهضمية، وبالتالي محاربة مشاكل الهضم العديدة كالإمساك وتقليل حالات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي. وتعمل أيضا على تغذية بكتيريا الأمعاء المفيدة ومحاربة بعض انواع البكتيريا الضارة التي تؤدي الى الإصابة بأمراض مختلفة في الجهاز الهضمي، كما انها تحمي من الإصابة بسرطان القولون. أما فوائدها للأشخاص الذين يعانون من السمنة فإنها تساعدهم على خفض الوزن لانها تعزز إبطاء الهضم وكبح الشهية وتعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول خلال النهار.
تحذير: بالنسبة لمن يريد تناول الحنطة السوداء لأول مرة يجب تناولها تدريجيا، لأنها قد تسبب تحسسا يظهر على شكل تورم في الفم أو طفح جلدي او سيلان أنفي، وأيضا قد تظهر مشاكل في الجهاز الهضمي كالإسهال لأنها تحتوي على نسبة عالية جدا من الألياف.
القمح
القمح هو رمز معيشة الإنسان، والقمح يمثل قائمة الحبوب الكاملة كلها ولكنه يتصدر هذه القائمة، فالقمح يعد مصدرا جيدا للألياف والمنغنيسيوم والكثير من العناصر الغذائية الأخرى كالنحاس والأملاح. ومن فوائد القمح الكامل انه مصدر للطاقة لأنه مصدر ممتاز لفيتامينات المجموعة B والتي تعزز الطاقة في الجسم وتحسن الدماغ.كما أنه يحتوي على الكربوهيدرات بشكل جيد ويحسن عملية الأيض المختلفة ويكافح السمنة. إن احتواء القمح على نسبة جيدة من الألياف يجعله من الحبوب الكاملة التي تعزز تحسن عملية الهضم وتمنع تراكم الدهون الثلاثية وخفض مستوى الكولسترول الضار في الجسم، وما يجعل تناول القمح الكامل أفضل وخصوصا للنساء أنه يقيهن من سرطان الثدي، كما ان احتوائه على حمض الفوليك يجعله يحافظ على صحة المراة الحامل والجنين خلال فتره الحمل، ويساعد على تحسين صحة المرأة خلال سن اليأس وحمايتها من أعراض انقطاع الطمث. وبما انه يحتوي كما قلنا على الألياف فإن تناوله بانتظام يساعد على إبطاء عملية الهضم والتخفيف من العصارات الصفراوية مما يقلل نسبة الإصابة من حصى المرارة، وتحتوي حبوب القمح الكامل على مركبات نباتية هامة تساعد على الحماية من أمراض القلب وخاصة النوبة القلبية، وأيضا خفض ضغط الدم المرتفع، وتخفيف تصلب الشرايين. كما أن احتوائه على المنغنيسيوم الذي يدخل في تكوين عدد كبير من الأنزيمات في الجسم والتي تساعد على التحكم في إنتاج الكليكوز او الأنسولين في الجسم مما يجعله قادر على السيطرة على السكر في الدم والحفاظ عليه في حدوده الطبيعية.
تحذير: يجب على كل من يعاني من حساسية الجلوتين وأيضا مرض خمول الغدة الدرقية الإبتعاد نهائيا عن القمح ومنتجاته، لأن تناوله يُشكل خطرا على صحتهم، لهذا يجب الإبتعاد عنه بشكل نهائي حتى الشفاء التام. أما التحذير الذي سأوجهه لكل الناس هو الإبتعاد عن القمح المكرر وعن كل منتجاته كالخبز والمعكرونة... الخ، لانه يعتبر سم غذائي للجهاز الهضمي ولهذا يجب التفرقة بين القمح الكامل والمكرر.
الشوفان
يعتبر الشوفان من أكثر الأطعمة الصحية لأنه غني بكل ما هو مفيد للجسم لانه يحتوي على الفيتامينات والمعادن، ويوجد فيه كمية عالية من الألياف، مضادات الأكسدة، سعرات حرارية متوسطة والبروتين. فالشوفان يعتبر من الحبوب الكاملة التي تساعد على التقليل من الكوليسترول الضار وهنا بفضل احتوائه على مادة البيتا جلوكان، وخصوصا اذا تناولناه مع اطعمة تحتوي على فيتامين C. ورغم احتوائه على نسبة من الكربوهيدرات إلا انه خالي تماما من السكر الأحادي مما يجعله غذاءا جيدا لمرضى السكري لأنه يساعد على تقليل السكر في الدم وتخفيض ضغط الدم المرتفع. كما انه مفيد جدا لمن يعانون من الإمساك لأنه يعتبر ملين طبيعي للأمعاء وآخر ما يمكن قوله عن الشوفان أنه يفيد البشرة باستعماله كماسك طبيعي.
تحذير: يمكن ان يتعرض الشخص في الايام الاولى من تناول الشوفان للانتفاخات والغازات ولكن مع الوقت فان هذا العارض سوف يختفي، كما انه يمكن ان يسبب حساسية لمن يعاني من مرض السيلياك.
الشعير
الشعير هو الآخر من الحبوب الكاملة التي لها فوائد كثيرة لا تعد ولا تحصى، ورغم أن الفكرة الشائعة عند الجميع هي أن الشعير هو غذاء الحيوانات والطيور فقط، إلا انهم يجهلون فوائده العظيمة على صحة الإنسان. فالشعير ينظم ضغط الدم كما أنه يمنع من تصلب الشرايين ويحمي من الإصابة بالسرطان، بالإضافة الى انه مفيد جدا لأصحاب مرضى السكري لانه يعزز استقرار السكر في الدم بنسبه الصحية. و بكونه مصدر ممتاز للألياف القابلة للذوبان والغير القابلة للذوبان فإنه يحمي من الإمساكات والغازات والانتفاخات لأنه ينظم حركة الأمعاء، كما انه يوفر الغذاء اللازم لباكتيريا الأمعاء النافعة التي تعزز حركة الأمعاء، ويساعد على تنظيم مستوى الكولسترول في الدم لأن الألياف الموجودة في الشعير ألياف قابلة للذوبان كما قلنا سابقا، ويجعل الجسم يقاوم الجذور الحرة وذلك لإحتوائه على مضادات الأكسدة. فإذا أردنا أن نحصي فوائد الشعير فإنه يتوجب علينا كتابة مقال خاص به لوحده.
تحذير: يجب على مرضى السكري الذين يستعملون أدوية خفض السكر الإنتباه من تناول الشعير بشكل مفرط لانه هو الآخر يخفض مستوى السكر في الدم. كما يجب على أصحاب حساسية الجلوتين ايضا الإبتعاد عن الشعير.
خلاصة
الحبوب الكاملة لا تتجلى فقط في الثلاثه أنواع المذكورة أعلاه، ولكن هناك أيضا انواع أخرى كبذور الكينوا مثلا، وجميع هذه الحبوب تقريبا لها نفس الفوائد ونفس الاضرار، ولكن الشيء الجميل فيها هو أن فوائدها لا تعد ولا تحصى، فقط يجب استهلاكها واعتمادها في غذائنا ولو اعتمدنا نوع واحد فقط.