تعتبر الشخصية الخبيثة كومة من كل الصفات القبيحة التي قد تتميز بها بعض الشخصيات الأخرى الغير السوية، والخطير في أمرها هو أنها تظهر عكس ما تخفيه، وهذا ما يجعل حليها تنطلي على العديد من الناس كأولئك الذين يتسمون بالشخصية الطيبة مثلا. ما هي صفات الشخصية الخبيثة؟ وكيف يمكننا التعامل معها لتفادي شرها؟
الصفات الأساسية للشخصية الخبيثة
إن الشخصية الخبيثة تشبه المرض الخبيث، فأذا دخل هذا المرض إلى الجسم فإنه يؤدي إلى الحمى والألآم والعذاب وعدم الإحساس بنعمة الراحة، وكذلك الإنسان الخبيث فإنه قد يدمر أشخاصا ويشتت شمل عائلات لهذا يجب تفادي التعامل معه. ولكن سيتساءل الناس كيف نعرف أن الشخصية الخبيثة تعيش ببننا؟ لهذا سوف أقترح بعض العلامات الأساسية التي يمكننا بها تمييز الإنسان الخبيث والتي هي كما يلي:
الحقد والحسد
الشخصية الخبيثة قلبها مليء بالحقد والحسد، وقد تحسدك حتى في أقل الأشياء التي تملكها أو تعملها، فمثلا لو رأتك تأكل أكلا تحبه وأنت فرحان به فإنها ستحاول أن تعكر مزاجك بكثرة الذم في هذا النوع من الأكل، كأن تقول بأنه أكل غير صحي ويسبب الأمراض..، الخ، والسبب بهذا التصرف فقط لأنها لا تحب أن تراك سعيدا، لأنها تحسدك على كل شيء صغيرا كان أو كبيرا. فالمثال الذي أعطيته أقل شيء من خبثها الكبير. أما إذا افترضنا إنك نجحت في إنشاء مشروع ما أو إشتريت بيتا، فأقسم أنها إذا استطاعت أن تهدمه أو تحرقه فإنها ستفعل. عموما فالشخصية الخبيثة تتمنى زوال النعمة من عندك كيف كما كانت قيمتها.
وضع نقطة سوداء وسط ورقة بيضاء
هذا العنوان تفسيره هو أن الشخصية الخبيثة ترى دائما في كل الأشياء الإيجابية والرائعة شيئا سلبيا، والمشكلة أنها تراه لوحدها وتبرز هذا الأمر في التنمر.
فلو أنك مثلا لبست لباسا جديدا لونه أبيض، فتجدها تقول نعم اللباس جميل ولكن لونه الأبيض لا يليق بلون بشرتك، لو أنك إشتريته بالأسود كان أفضل. مثال آخر گأن تكون قد إجتزت امتحانا بمعدل جيد عندها ستقول فلان نجح بدرجة امتياز، كل هذه الإنتقادات فقط كي تُنغص عليك فرحتك، وتنقص من حجم إمتيازاتك أمام الآخرين.
أما لو رأتك تمشي في الطريق الصح و علاقاتك بمن حولك جيدة، فإنها ستحاول نفث سمومها لتخرب هذه العلاقات الممتازة، فتقول لك مثلا أنت شخصية ضعيفة لأن الجميع يستغلك، وهي هنا لا تريد النصيحة وإنما تريد أن تجعل منك إنسانا قاسي القلب مثلها لكي ينفر منه كل محبيه، أو إنسانا مجوفا ومحبطا.
قسوة القلب
في هذا الباب فإن الشخصية الخبيثة تنسى كل معروف أو شيء جميل بينها وبينك، أو حتى خدمة عملتها من أجلها، ويتجلى هذا الأمر في أول خصام قد يحدث بينكما عندها ستبدأ في إذانتك وإهانتك بلا رحمة، وحتى لو علمت أن ما تقوله هي كذب وسيؤذيك فإنها ستستمر في قولها دون الإلتفات إلى ما تقوله أو إلى مشاعرك فهذا الخصام أعطاها فرصة ذهبية لتدمرك وتشوه سمعتك أمام الناس.
تعيش دور الضحية
هذه الصفة تتميز بها أيضا الشخصية النرجسية، حيث أنها تلعب دور الضحية من أجل أن تنصب فخا عاطفيا للناس كي تكسب تعاطفهم وودههم وتجعل ضحيتها هي الظالمة، والخطير في الأمر هو أنها تتقن هذا الدور جيدا. لهذا تجد العديد من الناس الأذكياء إذا أرادوا فك نزاع ما بين شخصين فإنهم يسمعون لكلا الطرفين، أو تتم مواجهتهما لكي لا ينال الشخص الخبيث مراده.
كيف يمكننا التعامل مع الشخصية الخبيثة لتفادي شرها
إن التعامل مع هذا النوع من الناس يتطلب نوعا من اليقظة والحذر والقوة، والإبتعاد عن العاطفة والنية الحسنة، كي لا نكون ضحية لهؤلاء الخبثاء. وفيما يلي بعد الطرق التي يجب التعامل بها معهم:
القوة في التعامل
وهذا الأمر لا يحدث إلا إذا كانت شخصية الإنسان قوية وذكية، بمعنى أن الشخص يعرف هدفه ولا يترك لأحد مجالا للوقوف بينه وبين مبتغاه،ويعرف كيف يرسم حدودا قوية لحياته الشخصية، وأن لا يسمح للخبثاء بالخصوص بالعبث بحياته وأفكاره، فلا يعطيهم فرصة حتى في الحديث عنه أو عن عمله أو أهدافه سواء بالجميل أو بالقبيح. وبحكم أن الشخص الخبيث ضعيف الشخصية فإنه سيمل لأنه لن يجد منفذا يصب فيه خبثه، عندها سيغادر من أجل البحث عن ضحية أخرى تكون سهلة المنال.
وهذه الطريقة في التعامل يجب إستغلالها مع الأشخاص الخبثاء الذين تربطهم معنا علاقات قرابة مثل زوج أو إخوة أو علاقه عمل مشترك، لأن في روابط القرابة هاته لا يمكننا قطع العلاقه كليا. لهذا يجب أن نتحلى بالقوة في التعامل وفرض أنفسنا عليهم، وجعلهم يفكرون ألف مره قبل إتخاذ أي خطوة سلبية تجاهنا.
المواجهة بالأدلة
يجب على من حكمت عليه الظروف بالتعامل مع الشخصية الخبيثة، أن يحتفظ بالأدلة التي تدينها لكي يستطيع مواجهتها بها وتوقيفها عند حدها. فإذا أتت مثلا تريد نقل نميمة ما إليك، عندها واجِهها بالأدلة وبالشخص الذي نقلت عنه الكلام لأنه في أغلب الأحيان كل أخبارها وأقوالها عبارة عن نفاق وخداع وكذب، وعندها لن تتجرأ مرة أخرى على هذا الفعل معك، لأنها شخصية جبانة أمام الأقوياء.
قطع العلاقة
هذه الخطوة يمكن إستعمالها مع الشخصية الخبيثة التي لا تربطك بها أي علاقة ضرورية كالقرابة أو العمل المشترك، فيجب فورا فك الإرتباط معها والإبتعاد عنها نهائيا، أو بمفهوم أوضح قطع العلاقة تماما، هذا لأن هذه النوعية من الناس لن تربح من التعامل معها إلا المشاكل والأذى. ومن يستمر معها في العلاقة فإنه يساهم في أذى نفسه ويساعدها في التطاول عليه.
ملاحظة مهمة
لقد إستعملت بعض الكلمات ربما تكون شديدة في لهجتها في هذا المقال تجاه القارئ، ولكن الهدف من هذه اللهجة الشديدة هو أني أريد ان أُلفت انتباهه تجاه الخبثاء، كي لا يكون مرمى لنفايات مشاعرهم وأفكارهم، ومن أجل أخذ الحيطة والحذر الشديدين تجاههم. ولأن هذا النوع من البشر مثل السرطان في المجتمع، ولأنه لا يُعالج حتى لو تعاملت معه باللين والرفق، وحتى لو حاولت مساعدته من أجل أن يغير طباعه الخبيثه إلا أنه لا يتغير أبدا.
كما أريد أن أوجه نصيحة للآباء أن ينتبهوا من أصدقاء أولادهم وخصوصا في مرحله المراهقة، فإذا لاحظوا صفة من صفات الشخصية الخبيثة في أصحاب أبنائهم، فيجب أن يُنبهوهم وأن يحاولوا قطع علاقة أولادهم بهؤلاء الأصدقاء، فالوالدين يجب أن يكون لهما دور في إختيار أصدقاء أولادهم بحكم تجربتهم في الحياة وكبر سنهم، لأن هذه الصدقات السامة في هذا العمر قد تسبب أمراضا نفسية كالرهاب الإجتماعي مثلا والتي قد تدمر حياة المراهق أو الطفل في المستقبل.
خلاصة
بعد قراءتك لهذا المقال، قد تتفاجئ في أحد أقربائك أو أصدقائك بأنه ينتمي للشخصية الخبيثة، لهذا يجب أن تبادر في قطع العلاقة معها وإذا كان الوضع غير ملائم لقطع العلاقة نهائيا فضع حدودا متينة بينك وبينها، وهذه الحدود لا تفتح إلا بأمر منك أنت أو بمعنى آخر علاقتك بهذه الشخصية يجب أن تكون زمام أمورها بيدك.